وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، 99 % من سكان العالم يتنفسون هواء يتجاوز الحدود القصوى لجودة الهواء، وهذا الهواء يهدد صحتهم، ويرجع أكثر من 13 مليون حالة وفاة في العالم كل عام إلى أسباب بيئية يمكن تجنبها، لاسيما تلوث الهواء، تنجم المستويات غير الصحية للجسيمات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين بشكل أساسي عن حرق الوقود الأحفوري. في عام 2018، تسبب تلوث الهواء من الوقود الأحفوري في تكاليف صحية واقتصادية بقيمة 2.9 تريليون دولار، أي حوالي 8 مليارات دولار في اليوم، وبالتالي، فإن التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، لا يساعد في معالجة تغير المناخ فحسب بل يسمح أيضًا بالتكفل بتلوث الهواء والصحة.
حيث تعتبر المياه والطاقة والغذاء عناصر أساسية لرفاهية الإنسان وأحد أهم دعائم الاقتصاد نحو تحقيق وتعزيز التنمية المستدامة، فالمياه والغذاء والطاقة عناصر متضافرة، وما يهدد إحداها سيهدد بقية العناصر، فهناك علاقةً قويةً واعتماداً متبادلاً وثيقاً بين قطاعات المياه والطاقة والغذاء، فإنتاج الغذاء لابد من توفير المياه والطاقة، ولتوفير مياه نظيفة للاستهلاك الآدمي فإن ذلك يتطلب الطاقة، کما أن إنتاج الطاقة يحتاج إلى المياه، وإن اﻷﻣﻞ ﻣﻌﻘﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺤﻢ الحجري واﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ، ﻟﻴﺸﻜﻼ ﻣﺼﺎدر اﻟﻮﻗﻮد اﻻﻧﺘﻘﺎلي إلى أن يحين اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟتي ﻻ ﺗﻨﻀﺐ، أي لها اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺪد.
وتشمل الطاقة الجديدة والمتجددة مجموعة متنوعة من المصادر التي تتجدد بشكل طبيعي وتساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، حيث يهدف التحول الحالي في مصادر الطاقة إلى الانتقال من الاعتماد على المصادر التقليدية النافدة مثل النفط والفحم إلى مصادر طاقة متجددة ومستدامة. هذا التحول ضروري لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي نواجهها اليوم.
من أهم مصادر هذه الطاقة
الطاقة الشمسية: تستخدم الألواح الشمسية لتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء. مصر، على سبيل المثال، تتمتع بإشعاع شمسي عالي يجعلها مناسبة لتطبيقات الطاقة الشمسية
طاقة الرياح: تستخدم توربينات الرياح لتحويل طاقة الرياح إلى كهرباء. أطلس الرياح المصري يشير إلى وجود مناطق واعدة بسرعات رياح عالية، مما يؤهل لإقامة مشروعات كبرى لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح
الطاقة المائية: تعتمد على استخدام تدفق المياه لتوليد الكهرباء، مثل السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية
الطاقة الحرارية الأرضية: تستغل الحرارة الموجودة في باطن الأرض لتوليد الكهرباء أو لتدفئة المباني
الكتلة الحيوية: تشمل استخدام المواد العضوية مثل النفايات الزراعية والغابات لإنتاج الطاقة من خلال الحرق أو التحلل البيولوجي
الهيدروجين الأخضر: يتم إنتاجه باستخدام الكهرباء المتجددة لتحليل الماء إلى هيدروجين وأكسجين، ويُعتبر وقودًا نظيفًا يمكن استخدامه في العديد من التطبيقات الصناعية والنقل
ومن أهم الأسباب التحول إلى الطاقة المتجددة
الاستدامة البيئية: الطاقة المتجددة تقلل من انبعاثات الكربون وتساعد في مكافحة التغير المناخي
الأمان الطاقوي: الاعتماد على مصادر محلية ومتجددة يقلل من الاعتماد على واردات الطاقة ويعزز الأمان الطاقوي
التنمية الاقتصادية: الاستثمار في الطاقة المتجددة يخلق فرص عمل جديدة ويحفز الابتكار التكنولوجي
التكلفة: مع تقدم التكنولوجيا، أصبحت تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة تنافسية مع المصادر التقليدية
لا تعليق