يعد تنوع مصادر الطاقة وخاصة الجديدة والمتجددة من أهم متطلبات هذا العصر نظرا للتحديات الكثيرة التي تواجة الدول سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي ولعل لنا درسا من الحرب الروسية الاوكرانية والتي أظهرت ضروره عدم الاعتماد على مصدر وحيد للطاقة.

وسنناقش خلال هذا المقال احد صور الطاقة الجديدة والمتجددة الغير شائعة ولكنها يمكن ان تتوافر ظروف تنفيذها ببعض المناطق سواء بمصر او بالدول العربية مما يساهم في تنوع المصادر الخاصه بالطاقة والاستغلال الامثل للطبيعة التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى ومن احد مصارد الطاقة في الطبيعة هي الطاقة الحرارية الارضية أو حرارة جوف الارض.

ويعد هذا النوع من الانواع المنخفضة في اطلاق غازات الاحتباس الحراري ويكون لها بصمة كربونية أقل من انواع الطاقة الاخري حيث انها تعتمد علي الطاقة الكامنة في باطن الارض في صورة الحرارة حيث يتم استغلالها في تحويل المياه الي بخار ومن ثم استخدام البخار في توليد الطاقة وبالطبع ان الطاقة الحرارية الارضية مستمره ولا تنقطع فيعطي ذلك طابع الاستدامة علي هذا النوع من مصادر الطاقة.

تعريف الطاقة الحرارية الارضية:

الطاقة الحرارية الجوفية هي طاقة حرارية من الأرض – جيو (الأرض) + حرارية (حرارة).
الموارد الحرارية الأرضية هي خزانات للمياه الساخنة الموجودة أو التي صنعها الإنسان في درجات حرارة متفاوتة وأعماق تحت سطح الأرض. يمكن حفر الآبار، التي يتراوح عمقها من بضعة أقدام إلى عدة أميال، في الخزانات الجوفية للاستفادة من البخار والمياه الساخنة جدًا التي يمكن إحضارها إلى السطح لاستخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك توليد الكهرباء والاستخدام المباشر للتدفئه أو التبريد .

مميزات الطاقة الحرارية الارضية:

1- متجدد: يتم تجديد الحرارة المتدفقة من باطن الأرض باستمرار عن طريق اضمحلال العناصر المشعة التي تحدث بشكل طبيعي وستظل متاحة لمليارات السنين.

2- استمراريه التشغيل : محطات توليد الطاقة الحرارية الأرضية تنتج الكهرباء باستمرار ويمكن أن تعمل بشكل أساسي 24 ساعة في اليوم / 7 أيام في الأسبوع ، بغض النظر عن الظروف الجوية.

3- محلي: يمكن تسخير موارد الطاقة الحرارية الأرضية لإنتاج الطاقة دون استيراد الوقود.

4- بصمة صغيرة (المساحة المستغلة صغيرة): محطات الطاقة الحرارية الأرضية صغيره المساحة حيث تستخدم مساحة أقل لكل جيجاوات ساعة (404 م 2) بالنسبه للطاقه الحراريه الارضيه مقارنه بالفحم ذو السعة المماثلة (3642 م 2) ، والرياح (1335 م 2)، ومحطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية (3237 م 2) *.

5- نظيفة: محطات الطاقة الحرارية الأرضية الحديثة ذات الدائره المغلقة لا تصدر أي غازات دفيئة ولها انبعاثات دورة الحياة أربع مرات أقل من الطاقة الشمسية الكهروضوئية ، وستة إلى 20 مرة أقل من الغاز الطبيعي. تستهلك محطات توليد الطاقة الحرارية الأرضية كمية أقل من المياه في المتوسط على مدى إنتاج الطاقة مدى الحياة مقارنة بمعظم تقنيات توليد الكهرباء التقليدية .

فرص استغلال الطاقة الحرارية الارضية بجمهورية مصر العربية:

بعض تطبيقات الطاقة الحرارية الجوفية منخفضة الدرجة يجري استخدامها الآن في مصر في شكل تدفئة المناطق، وتربية الأسماك، والتطبيقات الزراعية والصوبات الزراعية”، إلى جانب استخدامها في غالبية البيوت الزجاجية (الصوب) في واحات الصحراء الغربية، فإن المياه الحرارية هي أيضا عامل جذب للسياح، سواء كمواقع للاستجمام أو للعلاجات الطبية. وعلى صعيد انتاج الطاقه تعد منطقة الينابيع الحرارية في حمام فرعون في خليج السويس هي “أفضل منطقة مرشحة لتركيب أول محطة لتوليد الطاقة الجوفية في مصر”، نظرا للامكانيات العالية في المنطقة، وكذلك ارتفاع درجة حرارة الأرض. تقع المنطقة على بعد نحو 45 كم خارج السويس ويمكن أن تستوعب ما بين 12-20 ميجاوات من الطاقة الحرارية. لوضع ذلك في المنظور الصحيح، تميل أصغر محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق صناعي إلى إنتاج 10 ميجاوات، بينما تنتج محطة بنبان الشمسية العملاقة لدينا نحو 1.5 جيجاوات سنويا.

المراجع :

1- shorturl.at/fGTVW
2- shorturl.at/emwX6

مشـــاركة علي :

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *