
من خلال تتبع التطورات القائمة في مجال التصميم الداخلي خلال السنوات القليلة الماضية ، وما يشهده العصرمن تطور وتقدم في مجال التقنيات الرقمية وفي الصناعات التكنولوجيا، وإلي جانب جهود المنظمات الدولية في تحقيق الاهداف العالمية المستدامة (SDGs) . يستحضر أن أضع رؤية للتصميم الداخلي في العقود القادمة، فأتوقع بإنه سوف يتم التركيز المكثف علي ثلاثة أبعاد وهم:
البُعد الأول : الأختراق التكنولوجي الحالي الذي سيكون بارزاً بقوة في اتجاهات التصاميم الداخلية بمختلف أهدافها مما سيسبب بفقدان التصميم الهوية الثقافية وملامح التراث لدي الكثير من الشعوب التي تتمتع بحضارات عريقة، وسيصبح المصممين غير قادرين علي التعبير عن خلفياتهم الثقافية ويمكن القول بإن هذا سيكون ناتجاً لعولمة التصميم والانفتاح به وكثرة ظهور استوديهات التصميم التي انتشرت في الأونة الآخيرة والتي تلتقط مصممين من مختلف الجنسيات لتقديم السبق التكنولوجي في مجال التصميمات الداخلية.
البُعد الثاني : الاستدامة والتصميم الأخضر والذى يتقدم بثبات ويكتسب الكثير من الخبرات، فسيكون التصميم الأخضر تأثير كبير علي فكر المصممون وتنفيذ الأنظمة المستدامة لخلق بيئة خضراء – ظهور ألواح شمسية أكثر كفاءة – تطور توربينات الرياح والقدرة علي إنتاج الكهرباء للبنية التي تغطيها بالكامل – سوف لا تقتصر التكنولوجيا وتطور التقنيات علي النمذجة وتحديث البرمجة وأجهزة الكمبيوتر فحسب بل ستمد علي نطاق أوسع بكثير من حيث مجال التصميم، فيصبح هناك تسارع في العثور علي مواد أخف وزناً وأقوي وصديقة للبيئة في نفس الوقت.
البُعد الثالث : تطور التقنيات الحديثة في السنوات القادمة بصورة فائقة في التصميم الداخلي، الأمر سيمثل اختراق التصميمات الداخلية حدود المجرة الكونية والتعايش مع عالم الفضاء الخارجي، فستلعب هنا التقنيات دوراً رئيسياً في تطوير التصميم بحلول 2030م، والمصممون سوف يصبح لديهم القدرة علي خلق بيئات تصميمية تمهد الطريق نحو المستقبل البعيد، وستدعم تلك البيئات بشبكات اتصالات سريعة التفكير ولا سيما تكون متصلة بكواكب أخري غير كوكب الأرض، ففي وقتنا الحالي أصبح المصممين يستحضرون الكثير من أفكار للتنبؤ بالتطورات الناجمة من فكرالخيال العلمي، ومن أبرز هؤلاء المصمم “ميتشل ستيوارت Mitchell Stuart” والذي يدعم فكره من خلال مدرسته تحت مسمي أطلق عليه ( المدينة الخيالية – ( Utopia و قدم المزيد من التصميمات الرقمية المستلهمة من فكر الخيال العلمي، والذي بدأ إنطلاقه عندما حصل على الميدالية الفضية لمشروع تصميم محطة الفضاء الحلقية في عام 2011 م في فانكوفر ، ثم أتيحت له الفرصة للمساعدة في تصميم وتصور البيئات الفضائية لفيلم “Elysium Ring World ” ، والذي أدرجته في بعض أفكاره الخاصة بعد ذلك حتي أصبح اتجاه له في كافة أعماله التصميمية ومن أشهر تصميماته مشروع محطة مترو دبي A-Guide-to-Dubai-Metro ، ونحو الاجتهادات الواسعة التي يقوم بها المصمم لنشر اتجاه في تطوير البيئات التصميمية الفضائية الواقعية والتي ترمز للمستقبل البعيد والشعورالحقيقي بدخول الفضاء أسس المعرض المستقبلي المتجدد ويقام مرة كل عام Kitbash3D Utopia contest – Things to Come””، ويستقبل فيه المصممين من كافه انحاء العالم نحو تبني أفكارهم المعمارية والداخلية المستوحاه من الخيال العلمي- Science fiction.
ويمكن القول بسيطرة العمارة الفضائية التي تهدف نحو إنتاج بيئة فعلية واقعية متكاملة من فكر غير ملموس بواسطة النماذج الأولية المادية جنباً إلي جنب تطوير المهارات الرقمية بإستخدام مجموعة واسعة من أساليب البرمجة الحاسوبية وعلي وجه التحديد تقنيات المحاكاه، والموضوع الغيرملموس يعتمد على نماذج التحليل حيث يسبق اقتراح التصميم الأصلي هيكل لفرض مجموعة جديدة من القيود على هيكل خيال علمي ويتم إعادة تصميمه أو تعديله من خلال نقل مفردات واسعة من الوسائل الحسابية، وهو تقديم نوعًا مختلفًا من فلسفة التصميم ذات توجه رقمي لإيجاد فهم جديد وتشجع على فهم نموذج التحليل على أنه مستمر وراء نظام توليدي مبدع، وهذا من خلال عدة مراحل من التحليل و البناء و النمذجة بإستخدام البرامج الهندسية .
لا تعليق